الجولان وقلة التواصل الاجتماعي - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


سرعة الوتيرة الحياتية وقلة التواصل الاجتماعي
جولاني \ نادر عادل الحلبي 06\05\2012
من الملاحظ في الأونة الأخيرة كثرة الضغوط المعيشية وذلك مع ازدياد المتطلبات اليومية والتي تفرض نمط حياة سريع يجبر كل شخص من أطياف المجتمع إلى السعي بشكل مكثف لتلبية حاجاته وتأمين جزء وفير من الاستقرار.
فرب المنزل يسعى بكافة الوسائل لتوفير الكثير لأفراد أسرته سواء من التأمينات الصحية والمتطلبات المنزلية على كافة أنواعها, ومع غلاء المعيشة وكثرة المتطلبات, في هذه الأيام كان لابد من مؤازرة ربة المنزل لزوجها في السعي المشترك لتأمين حياة كريمة.
هذا النمط من الحياة اليومية الذي فرض واقع جديد لعلاقاتنا الاجتماعية وتواصلنا مع بعض ضمن مناسباتنا الخاصة أو غير ذلك أو حتى لتواصل أفراد الأسرة فيما بينها.
نمط سريع لا يمكن إلا مجاراته أو أن يكون الشخص كالذي يغرد (خارج السرب)* .
هذا إن دل على شيء دل على انتقال منطقتنا إلى نمط حياة المدينة بعلاقة طردية مع ازدياد الكثافة السكانية والمؤسسات الخدمية.
يقابل هذا الازدياد فتور في العلاقات والتواصل الاجتماعي, كثر يعاتبون الأيام وأكثر منهم من يرمون اللوم على الوقت الضيق, لكن إذا أردنا أن نبقي على التواصل فيما بيننا يمكننا ذلك دون وضع قيود وحواجز لأن الأمر لا يحتاج لكثير من العناء يحتاج لأن نمسك الهاتف الخلوي ونجري اتصالنا بصديق لنا, مر وقت ولم نلتقي معه.
ليس التواصل يعني أن نزور بعضنا البعض في كثير من الأحيان, لكن السؤال بين الفترة والثانية يضيف لحياتنا المشتركة كثير من الجمالية حيث نبقي أواصر التواصل قائمة فيما بيننا.
لأن الإنسان إن تمييز على المخلوقات تمييز بتواصله وعلاقاته التي يستطيع من خلالها الاستمرار وبذلك يستمد خبرة اجتماعية تعطي حياته التجربة وتقوي شخصه على المثابرة في كثير من المواقف.
والتواصل يفتح أمامنا أبواب مغلقة نتيجة ابتعادنا عن المجتمع وما يدور فيه من تجارب الناس ومشاكل الآخرين حتى تكون لنا درساً من دروس الحياة, وبذلك لا يمكن أن ننفصل عن مجتمعنا بحجة العمل وضيق الوقت, ضروري كل فترة زمنية أن نسأل على حال أحدهم لعله في يوم من الأيام احتجنا له في مسألة نستطيع طلبها بكل عفوية وبدون قناع المصلحة الشخصية.
بالنهاية كل له همومه وكل له مشاكله اليومية لكن بالتواصل نستطيع إضفاء نكهة مميزة للحياة من خلال سؤالنا على حال بعضنا لأنه من الضروري تواصلنا بحاسة من حواسنا الخمس وإن لم تكن الرؤية واللمس فلا غنى عن السمع وذلك بسماع أخبار بعضنا البعض.

ومن خلال التجربة ( كل شهر اختر 3 أرقام هواتف لا على التعيين لأشخاص في سجلك الشخصي وأتصل بهم للاطمئنان عن أحوالهم وسماع أخبارهم ).


*(خارج السرب) مسرحية للكاتب السوري محمد الماغوط.